مساحات محددة
عرض كل المقالات بالعربية
ترجمة “مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين”
كتبته: سوزان شير لوري، معلمة معتمدة لضعاف البصر، واختصاصي معتمد لتعليم مهارات الحركة والتنقل
“المساحات المحددة” هي استراتيجية مفيدة لحث الأطفال ضعاف البصر على تعلم مهارات الحركة والتنقل. المساحة المحددة هي منطقة تُحفظ فيها أشياء وأدوات وأغراض ذات معنى وفائدة بطريقة يمكن التنبؤ بها وفي أماكن يسهل الوصول إليها ويمكن اكتشافها وتوقعها بسهولة.
الهدف من استراتيجية المساحات المحددة هو توفير حافز للحركة والاستكشاف والتفاعل المستقل مع البيئة حول الطفل. ويتعين على استخدامك للمساحات المحددة أن يتغير ويتوسع ويزداد مع نمو طفلك. يجب النظر إليها على أنها استراتيجية تنظيمية طويلة المدى لتعزيز فعالية طفلك وكفاءته واعتماده على ذاته وثقته بنفسه.
يجب تصميم المساحات المحددة بشكل فردي وفقا لاحتياجات طفلك وقدراته، وأيضا خصائص منزلكم. إليكم عناصر رئيسية لتوفير أكبر قدر ممكن من الظروف المثالية:
- تخزين الأغراض والأشياء بصورة يمكن للطفل التنبؤ بها وتوقعها
- اختيار أغراض وأشياء ذات معنى وفائدة عظيمة لطفلك
- أن تكون المساحة والأغراض التي تحتويها سهلة الوصول وتتناسب مع قدرات طفلك وفي متناوله
- أن تتسنى له فرص الاختيار بين الأغراض والأشياء
- يمكن الوصول للمساحة واكتشافها بسهولة
تصميم المساحات المحددة
يجب ان تقع مساحة اللعب الأولية في منطقة وسطى مركزية حيث يغلب على طفلك وعائلتك تمضية أوقاتكم فيها معا. تذكر: يجب ألا يحل الوقت الذي يقضيه طفلك في منطقة اللعب محل فرص اختلاطه اجتماعيا مع أفراد أسرته. قد يحتاج الطفل الرضيع الذي لا يتحرك بعد إلى مساحة لعب صغيرة واحدة فقط في غرفة المعيشة. إذا كنتم تقضون وقتا أطول في أكثر من غرفة معيشة في المنزل فعندها قد ترغبون في تخصيص أكثر من مساحة لعب.
وبينما يكبر طفلك يوما بعد يوم وتزداد حركته ويكبر حجمه، فإن عدد مساحات اللعب ونوعها سيتغير أيضا. فالطفل الرضيع الذي يتقلب ويتحرك بسرعة كافية قد يحتاج إلى نسخة أكبر وأوسع من النسخة الحالية لمنطقة اللعب، بالإضافة إلى (“مناطق”) أكثر لوضع الألعاب مرتبة في موقع أو ثلاث مواقع في نفس الغرفة. الطفل الذي يمكنه التنقل من غرفة إلى غرفة قد يستفيد من عدة أنواع من المساحات المحددة، مثل مساحة أو مساحتين “أرضيتين” في غرفتين مختلفتين، و”مواقع” في عدة أماكن عبر المنزل بأكمله، و”منطقة الأكل” التي تشجعه على تناول الطعام بمفرده (اقرأ أنواع مساحات اللعب أدناه).
يجب أن يقرر الوالدان ومعلمو الصفوف عدد وأنواع المساحات التي يمكنهم فعليا إدارتها والتحكم فيها خلال يوم اعتيادي. فقد يستخدم طفل عادي في مرحلة ما قبل المدرسة عدة مساحات محددة تتكون من مناطق لعب ذاتية ورعاية شخصية والتي بالكاد تكون مرتبة جيدا ويمكن الوصول إليها. وهذه المساحات قد لا تختلف في الشكل عنها في المنازل الأخرى، ولكنه قد تم ترتيبها مسبقا وبفعالية عالية، وتتم صيانتها مع أخذ الطفل بعين الاعتبار.
الطريقة
إن القصد من اتباع استراتيجية المساحات المحددة هو توفير فرص التفاعل البيئي عندما يرغب طفلك في اللعب منفردا وبصورة مستقلة. يجب أن يكون هدفنا الأساسي كأولياء أمور ومعلمين ومعالجين هو تعزيز مهارات اللعب المثلى التي تظهر لدى الطفل بصورة عفوية خارج إطار التدخل المباشر. يجب استخدام “المساحات المحددة” لتكميل التعليم والتدريس المباشر، وجلسات العلاج، واللعب الذي يوجهه الكبار. المبادئ التوجيهية كالتالي:
- اختر أشياء ومواد وألعاب مفضلة لدى طفلك. عادة ما تكون هذه الأشياء عددا محدودا من الألعاب التقليدية التي تجذب انتباه طفلك، وأغراض من بين أدوات المنزل الاعتيادية، وخامات نسيج غريبة الملمس، وأشياء مبتكرة قد تثير اهتمام طفلك. كما يجب النظر في توفير ألعاب لها مسببات ونتائج وألعاب تتبدل أشكالها. رتب المساحة واستخدم الأصوات واللمس لتبين لطفلك الأشياء التي وضعتها له ومكان كل شيء. راقب طفلك عدة مرات وهو يجرب، وحدد كم مرة يحتاج لإيجاد الشيء الذي يبحث عنه وما مدى دافعيته للبحث. جدد اهتمامات طفلك بين الوقت والآخر عبر اعطاءه ارشادات صوتية. اضبط حجم مساحة اللعب وترتيبها ونوع الأشياء التي تضمها حسب الحاجة، ثم اترك الأمور على ما هي عليه لفترة غير محددة.
- أعد طفلك إلى مساحة اللعب عدة مرات خلال اليوم، وفي كل مرة دعه يتحسس مكان لعبتين أو ثلاث ألعاب مفضلة لديه. اسمح لطفلك باللعب بمفرده بصورة مستقلة، ولكن بين الفينة والأخرى عد إليه لمساعدته على إعادة ترتيب الألعاب والأشياء وإعادتها إلى مكانها. اسمح لطفلك أن يترك مساحة اللعب متى ما شاء ملء إرادته، وعد لطفلك مرة أخرى عندما يظهر عليه الملل أو عندما تغلب الفوضى على مساحة اللعب.
- ساعده على الوصول إلى الأشياء وإعادتها. عندما يكون طفلك صغيرا، ستحتاج إلى إعادة الأشياء إلى مكانها بعد انتهائه من اللعب بها، وإذا أمكن فاسمح لطفلك بمساعدتك على إعادتها، حتى ولو بطريقة غير مباشرة. وحتى بعد ان يكبر أكثر سيتعين عليك مساعدته، ولكن من المتوقع لاحقا من طفلك إعادة الألعاب أو أداوته الشخصية إلى مكانها بنفسه، مع تذكير الكبار له للقيام بذلك.
- حاول دعوة أطفال آخرين لمشاركة طفلك اللعب بألعابه في مساحة اللعب. ومن المتوقع من الأطفال الأكبر سنا إعادة الألعاب إلى مكانها بعد الانتهاء من اللعب. سيحتاج الكبار إلى إعادة الأشياء بصورة منتظمة إذا كان الأطفال صغارا في السن، كصف حضانة مثلا. يجب الاعتراف أن التنبؤ بتصرفات الأطفال سيكون صعبا في مثل هذا النوع من الجلسات.
أنواع مساحات اللعب
تتفاوت المساحات المحددة وتختلف بصورة كبيرة حسب الاستخدام المقصود منها، والإعدادات المتاحة، واحتياجات الأطفال ومقدمي الرعاية. إليكم أمثلة لمساحات محددة في المنزل، والصف الدراسي، والعيادة:
- المساحة الأرضية: المفرش مبسوط على الأرض ونوزع على أطرافه الألعاب والأشياء، يجب أن يحيط بالمفرش من جانبيه أو ثلاث جوانب الجدار أو قطع الأثاث، الخ.
- مكان سحب الأشياء: يتم ترتيب المساحات الأرضية، كما شرحنا أعلاه، بجانب أريكة أو مقعد منجد، أو رفوف منخفضة ومثبتة جيدا. يمكن إضافة ألعاب وأشياء أخرى ووضعها على أسطح عمودية أو تركها على المقعد أو الأريكة أو الرف وذلك لحث الطفل على سحبها ليتمكن من الوقوف والمشي من حوله.
- سرير الطفل: يستخدم فقط كمساحة ثانية للعب وفقط إذا كان الطفل يستمتع باللعب في سريره في فترة ما بعد استيقاظه من النوم. يمكن إضافة ألعاب منفردة أو أشياء أو قطع من النسيج وتثبيتها بجانب السرير أو عموديا أو أعلى السرير، ولكن يجب التأكد من تثبيت الأشياء الرأسية بإحكام وأمان، ومراقبة طفلك أثناء ذلك.
- مركز الجلسة: رتب الجلسة وحفها بألعاب وأغراض ثابتة أو محفوظة في متناول يد الطفل بجانبه أو أمامه أو أعلى رأسه باستخدام أنابيب البولي فينيل كلوريد (مادة بلاستيكية كثيرة الاستعمال)، أو صواني أو أرفف مجاورة أو ألعاب يتم تثبيتها على الجدار أو الأرضية.
- منطقة لعب حديثة: تستخدم هذه المنطقة فقط كمنطقة لعب ثانوية، وإن كان استخدامها تماشيا مع الموضة إلا أنها بديل ممتاز لأولياء الأمور الذين يحتاجون إلى إضفاء لمسة من المنتجات التجارية كحمالات المشي، أو الألعاب أو الأنسجة متنوعة الملمس التي يتم تثبيتها على جنب أو بصورة عمودية، مما يوفر فرصة للطفل للتعلق بها في محاولاته للوقوف أو المشي وخطو خطواته الأولى، بحيث تستخدم لفترات وجيزة من عمر الطفل.
- منطقة اللعب: مساحة أرضية عليها سجادة أو حصيرة صغيرة ذات خامات متنوعة ومختلفة الملمس والألوان، وأشياء وألعاب في صناديق (أوراق الكعك، أو سلال بلاستيكية، أو علب الأحذية) أو على رفوف منخفضة مثبتة بإحكام.
- صندوق اللعب: مساحة ثلاثية الأبعاد تم إنشاؤها باستخدام صندوق كبير لأحد المنتجات الكهربائية أو طاولة صغيرة (هذه للأطفال الذين لا يمشون بعد) وتتم إضافة الألعاب وتثبيت الأغراض وحفظها بداخل الصندوق.
- الأماكن: لعبة صغيرة واحدة، أو زر تشغيل، أو لوحة أنشطة يتم تعليقها على مقبض الباب أو الخزانة أو الأريكة أو جدار بجانب قطعة أثاث مهمة، يمكن استخدامها كشيء رمزي يمثل نشاطا ما أو منطقة مجاورة.
- مدينة الأطفال الصغار: مساحة مركزية ذات ثلاث جوانب وبها ألعاب وأغراض محفوظة في رفوف منخفضة ومتوسطة الارتفاع ومرتفعة، وطاولة صغيرة في المنتصف، وتستخدم لتوفير مساحة آمنة للمشي وتسهيل الفترة الانتقالية بين الحبو والمشي.
- المركز الاعتيادي: تضاف ألعاب وأغراض ذات معنى وأهمية للطفل إلى الأغراض الموجودة، ويمكنك بعثرتها إذا تطلب الأمر. أضف إليها قطعة سجاد بارزة أو أحد مربعات السلالم حتى تحدد لطفلك موقع أغراضه وألعابه المفضلة، إذا رأيت أن ذلك ضروريا له.
- حلقة/ مسار مواجهة العقبات والعوائق: ضع ألعابا وأدوات متحركة ضمن ترتيب يمكن التنبؤ به ويتم استخدامها بصورة روتينية، وذلك كله ضمن تصميم يسمح بالعودة لبداية الحلقة بصورة مستقلة بالطبع وبدون تلقي مساعدة الكبار. أدمج في هذه الحلقة التخطيط لمهارات حركية، والفترة الانتقالية بين الحبو والمشي، وتعليمه المفاهيم المكانية والزمانية، الخ.. أضف للحلقة أجزاء جديدة أو احذف منها أجزاء اخرى في كل مرة.
- الجلسات الفردية: يمكن دمج العلاج أو التعليم الفردي ضمن مساحات اللعب المألوفة للطفل. يستخدم الكبار الرفوف أو غيرها من وسائل التخزين لحفظ مواد المعلم/ المعالج خلال الجلسات في أماكن يسهل التنبؤ بها وعليها علامات واضحة تدل عليها. يحدد الطفل الأشياء التي تتم تسميتها أو يختار من بين شيئين أو ثلاثة أشياء، ويكمل المهمة المطلوبة منه، ثم يتلقى المساعدة لاستبدالها.
- مساحة الأكل وتناول الطعام: كرسي طعام عالي ملحق به طاولة، وصينية الطعام، وترتيب الأواني والكأس والزبدية ترتيبا يمكن التنبؤ به، طاولة وكرسي بجانب قطعة أثاث مهمة (حوض الغسيل أو سلة المهملات) وكل ذلك ضمن ترتيب يمكن التنبؤ به بالنسبة للطفل. حدد كرسيا للطفل وضع عليه علامة مميزة. ويجب حفظ صينية الغداء والأواني بصورة روتينية بالقرب من قطعة أثاث مهمة بحيث يمكن للطفل أن ينهض ويصل للطاولة التي تبعد بمقدار قدم إلى ثلاثة أقدام عنه.
- مساحة المطبخ: إعداد صندوق للعب، أو مكان لتناول الطعام في المطبخ، وخزانة مخصصة ومصممة للطفل وعليها علامة تميزها له تحتوي على أواني آمنة الاستخدام، وأغطية أواني، وحاويات بلاستيكية، وعلب طعام صغيرة، وخفاقة البيض، الخ… خزانة أو درج مخصص لأواني الطفل الشخصية، وكوبه، ووعائه، وصحن يستطيع الطفل بنفسه احضارها ضمن روتينه اليومي، وكأس عصير أو وجبة خفيفة في مكان مخصص داخل ثلاجة مخصصة للطفل بحيث يمكنه إحضارها بنفسه بصورة مستقلة.
- مراكز الرعاية الذاتية: أغراض خاصة يتم تخزينها في أماكن يمكن للطفل توقعها وتطالها ذراعيه وضمن خطوات من الأماكن التي يقضي فيها أوقاته ضمن روتينه اليومي، كالاستحمام، وغسل الأسنان، وتناول وجبة خفيفة، والأعمال اليومية البسيطة، الخ… استخدم الأنسجة مختلفة الملمس، وحروف برايل، وخصائص خاصة، وسلال صغيرة وصواني لوضع علامات دالة على تلك الأغراض متى ما لزم الأمر.
- مساحات لعب خارجية: منطقة في فناء المنزل الخلفي مقسمة إلى جزء لمعدات اللعب، والأثاث، والحديقة، والسور، والأجراس، وغيرها من الأشياء التي تهم طفلك، على أن تكون المنطقة ضمن خطوات معدودة من الباب لسهولة الوصول إليها. كما يجب أن يتم حفظ الألعاب الخارجية والألعاب ذات العجلات وعربة الدفع في أماكن يسهل توقعها وبجانب الباب، ويجب استخدام الراديو أو أي مصدر آخر للصوت والموسيقى لتدل الطفل على الباب عندما يرغب في العودة.