رحلات المشي سعيا وراء المغامرات: مساعدة طفلك الكفيف على تعلم التجول خارجاً
عرض كل المقالات بالعربية
ترجمة “مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين”
إن رحلات المشي سعيا وراء المغامرات هي رحلات ميدانية واستكشافية في الهواء الطلق يمكن تحويلها إلى فرص تعليمية.
كثيرا ما تفوت على الأطفال المكفوفين أو ضعاف البصر الفرص لاكتساب معلومات هامة وضرورية عن العالم من حولهم، خصوصا تلك التي يتم تنفيذها خارج المنزل وفي الأماكن العامة. إن مساعدتهم على التعايش “عن قرب وبصورة شخصية” مع هذه الأوضاع يحسن كثيرا من فهمهم لها، ويزيد من حصيلتهم اللغوية، ويثري خبراتهم الاجتماعية في محيط أسرهم وأصدقائهم.
كما سيمنحهم رصيد كامل من الذاكرة عن اللمس والسمع والشم والبحث في الخارج وفي مجتمعهم، مصطلحات هامة يمكن البناء على أساسها في التعليم المدرسي، وسيمكن الأطفال المكفوفين من زيادة خبراتهم اللمسية ويشبع فضولهم.
أما بالنسبة للأطفال ضعاف البصر، فهم يستفيدون من نفس المزايا، ويوسعون فهمهم لما يمكنهم رؤيته، وبالتالي تحسين المستوى الوظيفي لمقدرتهم على الإبصار.
فلنبدأ سعينا وراء المغامرات!
- اخرجوا يوميا للاستكشاف واللمس والشم والبحث عن مجموعة متنوعة من العناصر الطبيعية والاصطناعية في حديقة المنزل أو حديقة المدرسة أو المتنزه العام: ابحثوا عن الشجيرات والأزهار والأشجار وصناديق البريد وإطعام الطيور ومرشات الري وسيارة العائلة والعشب وأرصفة الشوارع والحصى ونشارة الخشب وأدوات اللعب، … الخ.
- أخرج مع طفلك في نزهات إلى المتنزهات والمحال التجارية والمناسبات الاجتماعية، مما يمنحه مزيدا من الوقت للبحث واللمس وتسمية وشم مجموعة كبيرة من العناصر والأشياء في تلك الأماكن. ضع في اعتبارك أن طفلك الكفيف أو ضعيف البصر غالبا ما يكون غير قادر على رؤية أية تفاصيل لمعظم الأشياء من حوله. حتى الطفل الذي يمتلك قدرة بصرية جيدة نسبيا قد يتمكن من التعرف على الأشياء التي تبعد عنه ما لا يزيد عن ثلاثة أقدام فقط.
- احمل طفلك أو قربه إلى الشيء محل التعلم، وامنحه خيار لمسه أو عدم لمسه. أخبره عن هذا الشيء، ودعه يصدر صوتا إذا كان ذلك ممكنا، متيحا له بذلك وقتا طويلا للنظر والسمع، وشجعه على لمس الأشياء الآمنة. كرر مثل هذه الزيارات بصورة منتظمة، لأن من شأن هذه الزيارات المنتظمة زيادة اهتمام طفلك وتحمله وتقبله لما حوله. احترم أي اشارة تردد تصدر من طفلك للابتعاد عن شيء معين، ولكن اعرض عليه نفس الشيء مرة أخرى في وقت لاحق.
- استخدم وسيلة التنقل المفضلة لطفلك للاستكشاف خارجا، مثل أن يمشي حرا بمفرده، أو أن تمسك بيده، أو أن تحمله، أو أن تدفعه في عربته أو كرسيه المتحرك. خذ طفلك إلى الشيء كلما أمكن ذلك، وإذا تعذر أخذ طفلك إليه، فحاول تقريبه إليه بقدر المستطاع، ثم قرب الشيء إليه.
- شجع طفلك القادر على المشي على التجول في حديقة المنزل أو منطقة اللعب بكل حرية، بينما تتابعه أنت عن كثب لترعاه وتقدم له التفسير اللفظي للأسطح والأصوات والأشياء من حول. ذكر طفلك أن يمد “يديه إلى الأمام” قبل محاولته تخطي أي عقبة. دعه يتخطى العقبات بيديه، إذا كان ذلك آمنا، وبدلا من الاستمرار في إرشاده وتوجيهه، أخبره عن الأشياء التي هو على وشك لمسها.
- وبينما يستكشف طفلك حديقة المنزل أو حديقة المدرسة أو منطقة الألعاب، دوّن ملاحظاتك عن أكثر الأشياء التي يستمتع بها طفلك، وعد لاحقا لتلك الأماكن لمزاولة تلك الأنشطة المحببة إليه. قد لا تكون أنشطته المحببة دائما أدوات اللعب تلك التي أخترتها أنت بعناية وجهزتها له! بل ربما يفضل طفلك لمدة من الزمن نقعة الماء المتجمعة في الشارع، أو ربما المشي على الحصى، أو اللعب بمياه خرطوم الحديقة، … الخ. استخدم أي شيء يحبه طفلك أكثر لتجعل من تجربة الحركة والاستكشاف خارجاً تجربة هادفة وممتعة.
- أما الطفل القلق، أو الذي لم يكبر كفاية ليمشي باتزان على الأرض، فقدم له الإرشاد البصري أو أمسك يده، وأنت تشجعه على اختيار المكان الذي يرغب في الذهاب إليه. ومع مرور الوقت، شجعه على ترك يدك أكثر فأكثر. إن المشي على الأسطح الأقل استواء في الخارج يحث الطفل على زيادة اتزانه واستقراره.
- يميل الطفل الصغير الذي يبدأ بتعلم خطواته الأولى إلى السقوط والتدحرج جالسا على الأسطح غير المستوية في الخارج عوضا عن المشي. اسمح لهذه الطريقة بالحدوث إذا كنت تعلم أن طفلك لن يتأذى في الغالب، ثم شجعه على معاودة الوقوف بدون مساعدتك. قد يتطلب منه ذلك وضع يديه على السطح أمامه (العشب، أو نشارة الخشب، أو الرمل، … الخ) وادفعه للوقوف، فتلك تجربة جيدة للجزء العلوي للجسد، ولزيادة وعيه وقدراته اللمسية.
- أما بالنسبة للرضع والأطفال الذين لا يمكنهم الحركة بأنفسهم، فافرش لهم بطانية على العشب أو الرمل أو نشارة الخشب، ودع طفلك يتحسس تلك الأسطح على حواف البطانية على مهله. لا بأس في أن يلمسها ثم ينفر منها ويتراجع، فبعد تكرار التجربة من المرجح أن يبدأ طفلك من تلقاء نفسه بالتعود على الملمس الجديد أكثر فأكثر، إذا لم تجبره على ذلك.
- غالبا ما يحتاج أطفالنا إلى مزيد من التشجيع للعب خارجاً، حيث أنه في البداية يشكل فقط مجموعة غامرة من الأحاسيس والمشاعر غير المألوفة (مثلا ملمس وقوام الأرض، وحرارة الجو، والحيوانات، والاعتناء بالحديقة، وأصوات الحركة المرورية، والنسيم يداعب وجهه). إن تكرار الخبرات ذات الأنشطة وأدوات اللعب الممتعة تمنح طفلك سببا لاستكشاف العالم في الخارج. وهذه الخبرات قد تشتمل على السباحة في البركة، أو اللعب بالألعاب، أو ركوب جرار الجد الزراعي، أو تحميم الحيوانات الأليفة، أو جمع الحصى في سطل، أو اللعب بأوراق الشجر، أو اللعب بالكرة، أو دفع العربة أو ركوب عربة مدولبة أو المشي بمفرده إلى السيارة بدلا من حمله، … الخ.
- عند تركيب أدوات اللعب أو تجهيز بركة سباحة صغيرة للأطفال، حاول أن تضعهم على مسافة بضعة أقدام من باب المنزل أو الفصل، واتركهم في مكان يسهل العثور عليه. إذا كنت تستخدم قطعتين أو ثلاث قطع مختلفة، فاترك بينهم مسافة ما بين 4-6 أقدام، وأيضا اتركهم في ترتيبهم الأولي. بهذه الطريقة يمكن لطفلك أن يتعلم كيفية الوصول إلى تلك المنطقة بمفرده، ثم يتعلم كيفية التنقل بين القطع. استسفر من اخصائي الحركة والتنقل عن اقتراحات محددة بشأن المسار الفعلي والترتيب المناسب، وعن أية مخاوف تتعلق بسلامة الأطفال.
- يمكن أيضا للأطفال الذين يعانون حساسية من الضوء التمتع باللعب خارجا، مع اتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة، كارتداء قبعات واسعة الحواف، ونظارات شمسية، وممارسة أنشطة في مناطق لعب مظللة بالأشجار أو المباني. يمكن لأخصائي الحركة والتنقل مساعدتك على تحديد نوع الحماية اللازمة من الضوء، وتقديم اقتراحات حول زيادة تحمل طفلك لها.