الحبو والتسلق
عرض كل المقالات بالعربية
ترجمة “مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين”
كتبته: سوزان لوري، ماجستير في التربية، معلمة معتمدة لضعاف البصر، اختصاصي معتمد لتعليم مهارات الحركة والتنقل
الحبو والتسلق فترتان مهمتان جدا في النمو الجسدي للأطفال المكفوفين. قد يتخطى بعض الأطفال هاتين المرحلتين أو ربما يصلون إليها في وقت متأخر عن أقرانهم ذوي النمو الطبيعي، ولكن هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها تشجيعهم على الحبو والتسلق.
فوائد الحبو
من الشائع بين الأطفال المكفوفين تخطي مرحلة الحبو، ومن الشائع أيضا أن يتمكنوا من إجادة هذه المهارة بعد مرحلة من التدخل المكثف، وهي مرحلة مهمة لعدة اعتبارات. يعتقد الكثيرون أن لمرحلة الحبو فوائد ومزايا إضافية للأطفال الذين يعانون من ضعف شديد في الإبصار لأنه:
- يزيد من قوة الجزء العلوي من الجسم وثبات الكتف لتعزيز المهارات اللازمة لضعاف البصر ومهارات الحركة والتنقل لاحقا (مثلا تشغيل أجهزة قراءة برايل والطباعة على لوحات المفاتيح وغيرها من الأجهزة، واستخدام أنواع متعددة من الأبواب معتمدا على نفسه، واستخدام أجهزة الحركة والعصا البيضاء الطويلة بشكل فعال).
- يوفر للطفل فرص التعرض والاحتكاك اليومي بمختلف الأشياء والأسطح، وبالتالي زيادة تحمله وتمييزه للأشياء التي يلمسها.
- يوفر للطفل قدرة تحمل الكفين على حمل الأوزان لتحسين قبضته ومسكه للأشياء وتحريكها. وهذه مهارة مهمة قبل تعلم برايل، وأثناء تعلمه، ومهم أيضا لغيره من مهارات تعلم القراءة والكتابة في وقت مبكر.
وأيضا، فإن المرور بتجربة الحبو للأعلى والأسفل، والتعرض للتغييرات التي تطرأ مرة واحدة (مثلا حاجز أو رصيف ما، أو العوارض الخشبية في الخارج، الخ) توفر فرصة لأيادي الأطفال للتلمس واختبار مهارات حسية حركية ومكانية في مسافات عمودية، الأمر الذي ينتج عنه فهم أكبر وثقة أكثر لدى الطفل عندما يطلب منه تعلم المشي في تلك الأماكن. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعليم الأطفال الحبو لأعلى وأسفل الدرجات البسيطة (تحت إشراف دقيق) غالبا ما يمنح الأطفال الطريقة الأسلم لتعلمهم معتمدين على أنفسهم.
لماذا أحب أن أحبي وأن أتسلق (بلسان الطفل جاس)
أهلا بكم! اسمي جاس وعمري 17 شهرا. أود أن أخبركم عن اكتشافي الجديد … درجات السلم! يجب أن تروني وأنا اتسلق صعودا ونزولا. تبقى أمي خلفي مباشرة وتتأكد من تسلقي بأمان. في البداية، لم يكن لدي أدنى فكرة عن ماهية هذه الدرجات، حيث أنني لا استطيع رؤية سوى القليل من أشعة الشمس، ولكن أمي تحرص على أن أتعرض للشمس كل يوم. أجلس على الأرضية الخشبية أسفل الدرج، بينما تجلس أمي على عتبة الدرج الأولى إلى جانبي. نلعب لعبة التسلق من وإلى حضنها. ولكن قبل يومين، وضعت أمي لعبتي المفضلة على الدرج، وأنا ذهبت لأخذها لأنني بدأت أشعر بالشجاعة. وسرعان ما تعلمت كيفية تسلق درجتين على يدي وقدمي. لقد كان أمرا ممتعا – هناك عالم جديد بأكمله ينتظرني لأستكشفه!
سمعت أمي تقول باندهاش: “يا إلهي!” وعلمت أنها تخطط لمراقبتي جيدا بما أني قد تعلمت الآن تسلق الدرج. عندما أحاول الوقوف على درجات السلم، تذكرني أمي بالعودة للاستناد على يدي وقدمي (أو يدي وركبتي). يا لها من أم ذكية! كما أنها علمتني كيف أنزل الدرج بأن ابدأ بإنزال قدمي أولا وأنا على بطني. أخبرتكم بأنها تزداد ذكاء كل يوم! حتى أنها تعرف كيف تسد علي الطريق إلى السلالم بجسدها عندما نلعب لعبة “تسلق الجبل” بحيث اتمكن فقط من صعود درجتين أو ثلاثة فقط من السلم. وأفضل شيء بالنسبة لي، هو أنها وأبي دائما ما يسدون الطريق إلى السلم ببوابة الأطفال ليبقوني بعيدا عن السلم عندما لا يستطيعان مراقبتي.
ألعب مع أبي ألعابا أخرى للتسلق خلال “فترة التشقلب” قبل العشاء. نتصارع معا ونتقلب على الأرض، وأركب عليه صعودا ونزولا. أحيانا يساعدني أبي لأتسلق الأريكة، وأزل منها عبر إنزال قدمي أولا وأنا على بطني، لكي أنزل واقفا على قدمي. من الممتع فعلا التسلق وتخطي العديد من العقبات كالوسائد وجسم أبي. وأمي دائما ما تساعدني في ذلك.
لا أطيق الانتظار حتى يحل الربيع ويسمح لي أبي باستكشاف درجات السلم أمام البيت. والأجمل من ذلك أنني سمعت أبي وأمي يتحدثان عن شراء ألعاب تسلق وتركيبها في الفناء الخلفي هذا الصيف.
فوائد التسلق:
- زيادة مهارات وتحمل الطفل وتمييزه للأشياء التي يلمسها.
- يزيد من قوة الجزء العلوي من الجسم.
- يقدم فهما للمفاهيم المكانية لدرجات السلالم من خلال الاكتشاف باللمس.
- يزيد من قدرات الفهم والثقة بالنفس في الإعداد لتعلم الخطوات الأولى للمشي.
- يوفر الطريقة الأكثر أمانا للطفل لتعلم تسلق درجات السلم معتمدا على ذاته (تحت إشراف دقيق)، وذلك قبل إتقان المشي صعودا ونزولا بنفسه.