الأميرة الصغيرة: قصة بيج
عرض كل المقالات بالعربية
ترجمة “مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين”
جيد بورتون
علمت أنني حامل في اغسطس من عام 2009. كنت سعيدة للغاية، وأيضا خائفة في نفس الوقت لأنني لم أكن اعرف كيف سأخبر والداي ووالدا صديقي.
لقد كنت خائفة جدا فاضطررت أن أطلب من أمي أن تخبرهم. شعروا جميعا بالصدمة، وبخيبة الأمل أيضا، ولكن مع مرور الأيام تلقينا مكالمة من والديه لتهنئتنا.
شعرت بالارتياح عندما علمت أنهما سعيدان من أجلنا. أما بالنسبة لأبي…. حسنا، لم يتقبل الفكرة إلا بعد مرور شهرين ونصف، لكن الجميع احتاجوا إلى وقت لتفهم الموقف.
وبما أن طفلي سيكون الحفيد الأول لكلا العائلتين، مما جعل الأمر مميزا أكثر (وانا أعلم بأن هذا الطفل سيكون مدللا للغاية).
تلقيت يوم العاشر من اكتوبر رسالة بريدية تحمل موعد أول فحص تصوير بالموجات فوق الصوتية في الثاني والعشرين من نفس الشهر. وعندما حل صباح ذلك الموعد، كنت متحمسة للغاية لأنني كنت سأرى طفلي للمرة الأولى!
حان وقت إجراء الفحص في الساعة 9:30 أخيرا! وضعت القابلة الفازلين على بطني وبدأت البحث حتى ظهرت تلك الطفلة الجميلة على الشاشة. غمرني الشعور بالسعادة والارتياح- كان كل شيء على ما يرام. كان مجرد الاستماع إلى دقات قلبها الصغير ورؤيتها للمرة الأولى أمر مذهل للغاية.
ومرت الأسابيع وبدأت الاحظ كيف أني ازددت حجما في منطقة البطن والأرداف، ولكني قلت لنفسي أن الأمر يستحق كل هذا العناء. وصلتني رسالة بموعد في الخامس عشر من ديسمبر لإجراء فحص ثان للتصوير بالموجات فوق الصوتية للأسبوع العشرين من الحمل. سيكون هذا الفحص الأخير الذي سأتمكن عبره من رؤية طفلي حتى موعد ولادتي، وأيضا آمل أن اتعرف على جنس المولود.
عندما حان اليوم، اتجهت إلى غرفة التصوير واستلقيت على السرير وأنا متلهفة لرؤية ملاكي الصغير. وعندما بدأ الجهاز بالعمل، رأيت كيف أن طفلي قد كبر كثيرا! أردت معرفة جنس مولودي. أمسكت بيدي أب طفلي وانتظرت الجواب إلى أن قالت القابلة: “مبروك! سترزقان بطفلة!”
استنار وجهي بهجة! أخيرا سأتمكن من شراء كل الأشياء التي أحتاجها لأميرتي الصغيرة!
مرت الشهور، ومعها تزايدت آلام ظهري ولم أكن استطيع النوم جيدا. شعرت بآلام شديدة في السادس عشر من مايو، ولكني لم أذهب إلى المستشفى لأني كنت في بداية الولادة. ذهبت في تلك الليلة مع عائلتي للعشاء خارجا والاحتفال بعيد ميلاد أختي السادس عشر.
ازدادت آلامي تلك الليلة مع مرور الوقت، ولم اتمكن من الجلوس أكثر من ذلك. عندما عدت إلى المنزل، استحممت واستلقيت لأرتاح، وحينها أدركت أن الانقباضات تزداد وتزداد.
ذهبت إلى المستشفى صباحا مع أب طفلتي وأمي (لأنني قد اخترتهما لمساعدتي على الولادة). وعندما استلقيت ليرى الطبيب كم بلغ اتساع عنق الرحم، أخبروني بأنني أبلي بلاء حسنا حيث أن الاتساع قد وصل 7 سم!
كانت الساعة حينها 10:30، وبحلول الساعة 4:45 مساء كنت قد وضعت أميرتي الصغيرة بيج! وكانت تزن 3 كيلو جرام. كانت رموشها طويلة وجميلة، وأصابع يديها وقدميها ناعمة ولينة. كانت الطفلة الكاملة! هي فعلا كاملة! لم أصدق أنني أخيرا ولدتها!
وبما أنني ولدت متأخرة ذلك اليوم، تعين علي قضاء الليلة في المستشفى، وكان ذلك أمرا جيدا لأن أميرتي الصغيرة قد أجرت فحص السمع في اليوم التالي وبعدها سمحوا لنا بمغادرة المستشفى.
عندما بلغت ابنتي اسبوعها الثامن، ذهبنا للمستشفى لإجراء الفحص الروتيني، ولتحصل على التطعيم. وبينما كانت طفلي تخضع للفحص، سألتني الممرضة ما إذا كنت قد لاحظت شيئا مختلفا عليها. أجبتها بأنني لم ألحظ أي شيء مختلف، وبما أنها كانت طفلتي الأولى فلم أفهم تماما قصد الممرضة. بدأت أسأل الممرضة، إلى أن أجابتني: “اعتقد أنها عمياء”.
هكذا قالت لي ما قالته. شعرت وكأن قلبي قد توقف، وأردت بشدة أن ابكي، ولكنني تماسكت وأبقيت مشاعري بداخلي لأنني أعلم بأن ذلك لم يكن مؤكدا بعد. حولتني الممرضة إلى طبيب عيون متخصص.
أخيرا حل موعد مقابلة الطبيب المختص. لم يتمكن الطبيب من معرفة مشكلتها وقال بأن عينيها تبدوان طبيعيتان، إلا أن حدقتي العين كانت واسعة جدا.
لذلك قام بتحويلنا إلى مستشفى جلان كلويد لإجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ بيج. تم إجراء الفحص لبيج، وجاءت النتائج طبيعية أيضا، أي أنها ليست مصابة بمرض خلل تنسج الحاجز البصري Septo Optic Dysplasia (SOD) . وعندما لم يتمكنوا من تحديد المشكلة في دماغها، حولونا بعدها إلى مستشفى آلدر هي للأطفال في مدينة ليفربول حيث تم إجراء العديد من الاختبارات لها.
حصلنا على النتائج أخيرا بعد مرور ثلاثة أشهر ومفادها أن طفلتي كانت عمياء، ولكن يمكن لبصرها أن يتحسن وهي تكبر. في ذلك الوقت، لم يشكل أيا مما قالوه لي أية صدمة، لذلك لم أكن حزينة بقدر حزني عندما سمعت الموضوع أول مرة.
بلغت ابنتي الصغيرة الآن شهرها التاسع، ويتعين عليها زيارة مركز الاطفال في مدينة رودلان كل جمعة من الساعة 1 وحتى 2:30 مساء، حيث يبذلون هناك الجهود لمساعدتها على الحركة وعلى تطوير بصرها. وبما أن بيج ضعيفة بصر، فهي لا تستطيع التوازن بشكل صحيح، ولكنها طبيعية مثل أي طفل آخر ولا أرغب في أن يعاملها الآخرون بأي شكل مختلف عن غيرها.