عندما أخرج مع ابني ايفان كل صباح لنتمشى، فإننا نتبع نفس الطريق حول المنزل ومن ثم الخروج للفناء. وبما أنني أحاول مساعدة إيفان على معرفة مكان تواجدنا وأماكن الأشياء من حوله، فإننا دائما ما نتوقف ونلمس نفس الأشياء التي نمر عليها مثل الجدار الصخري الذي يمتد وراء منزلنا، أو نباتات الظل في الباحة الأمامية. في أحد الأيام ونحن نلمس نباتات الظل، قلت لإيفان: “إن نبات الظل هذا مبلل لأنها أمطرت الليلة الماضية. كل شيء في الخارج مبلل هذا الصباح.”
تذكرت أنني حادثته مسبقا عن كونه مبلل ليلة أمس عندما كان يستحم، وأنني ضحكت وأخبرته أنه قد بلل نفسه تماما عندما سكب الماء على نفسه على الفطور. أدركت حينها أن ايفان قد عايش تجربة المياه بأشكال مختلفة طوال اليوم، وأنه يتعين علي مساعدته لفهم ذلك في حين أن كل تجربة مختلفة عن الأخرى، إلا أنها جميعها تنطوي على نفس المفهوم: الماء.
أدركت حينها أنه بدون امتلاك ايفان للبصر لمساعدته على ربط هذه الخبرات معا، فإنه قد يحتار ويخلط بينهم جميعا. فكرت كيف أن إيفان قد عايش الماء عبر أشكال عدة كاللمس أو الصوت أو الرائحة، وأن دوري هو مساعدته على ربط هذه الخبرات معا. كتبت قائمة بخبرات المياه التي يعايشها إيفان كل يوم تقريبا لمساعدتي في شرح هذه المفاهيم له. هذا تمرين جيد وبالطبع يمكن تطويعه ليناسب شرح أي عدد من المفاهيم الأخرى. إليكم قائمتنا لشرح مفهوم الماء:
شرب الماء وسكبه أثناء تناول الوجبات
الاستحمام
الشعور بأن منشفة الاستحمام جافة في البداية ثم مبللة بعد الاستخدام
الذهاب إلى بركة السباحة
شم رائحة الكلور في بركة السباحة
الذهاب إلى الشاطئ
شم رائحة المياه المالحة
الاستماع إلى صوت الأمواج على الشاطئ
الشعور بالفرق بين الرمال الجافة والمبللة
شم رائحة المطر أو رائحة المياه وبابا يسقي الحديقة
المشي في الخارج تحت المطر
الاستماع إلى صوت المطر
الشعور بأن كل شيء رطب ومبلل بعد سقوط المطر
تحسس جبينه المتعرق في يوم حار
لعابه السائل المتقاطر على بطنه
الشعور بحفاظته المبتلة وشم رائحتها
سماع صوت ماما أو بابا أثناء استحمامها
سماع صوت دفق المياه في المرحاض
سماع صوت صافرة غلاية الشاي عند غلي الماء لإعداد الشاي في الصباح
سماع أصوات ماما أو بابا وهما يغسلان الصحون أو يغسلان يديهما