ثلاث نصائح لتعليم الأطفال ذوي الإعاقة البصرية ليصبحوا قراء متميزين وشغوفين بالقراءة
عرض كل المقالات بالعربية
ترجمة “مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين”
كريستي سميث، ماجستير في التربية، معلمة مكفوفين وضعاف البصر
قال مؤلف كتب الأطفال المشهور د. سوس ذات مرة: “كلما قرأت أكثر كلما تعلمت أمورا أكثر، وكلما تعلمت أكثر، كلما حققت إنجازات أكثر!”. هذه المقولة المشهورة لد. سوس تجعلني أفكر بأجهزة قارئ برايل. وكوني ناشطة متحدثة عن برايل، اشعر بأن الأطفال الذين يتمتعون بكفاءة عالية في القراءة بطريقة برايل، يكبرون ليصبحوا مستقلين ومعتمدين على ذواتهم ويحققون الكثير من الانجازات. بالنسبة لي، فأنا احب أجهزة المسح الضوئية، والكتب الصوتية، وغيرهما من التقنيات المساعدة للمكفوفين، إلا أننا أشعر بأن هذه التقنيات يجب ألا تحل محل برايل أبدا.
يمكن لتعلم القراءة أن تكون مغامرة مثيرة للطفل عندما يتهيأ للنجاح قبل بدأ تعلمه القراءة! اليكم بعض النصائح لمساعدتكم على مساعدة أطفالكم لكي يصبحوا قارئين متميزين بطريقة برايل.
1. خذ وقتا للاسترخاء والراحة
حيث أن الجزء العاطفي من الدماغ يحتاج للراحة والاستمتاع قبل البدء بعملية تعلم طويلة الوقت، يجب تخفيف الضغوط قبل البدء بالقراءة. وفي الواقع عندما يشعر المرء بالضغوط، تكون لجسمه ردة فعل ويبدأ بإفراز هرمون ما، وما أن تتسلل الضغوط ومشاعر الإعياء للجسد، فإن عملية التعلم تتضاءل لحدها الأدنى.
لمساعدة دماغ طفلك على الاسترخاء، اعثر على الأشياء التي يحبها وتشعره بالسعادة، ثم هيأ له تلك البيئة قبل البدء بالقراءة. فمثلا إذا كان طفلك يستمتع بالحركة، فنفذ معه بعض الأنشطة الحركية قبل قراءة الكتاب. إذا تمكنت من استخدام أشياء حقيقية من التي وردت في الكتاب ضمن نشاطك فإن ذلك أفضل وأفضل! إن استخدام أشياء وأغراض حقيقية كتلك التي وردت في القصة عامل مهم لمساعدة طفلك على فهم الكتاب.
2. استخدم أشياء حقيقية
قالت د. فرجينيا بيشوب وهي من أبرز أساتذة الأطفال المكفوفين وضعاف البصر ذات مرة: “إذا كنت لا تستطيع تهيئة الطفل للعالم، فهيأ العالم له.”
تدّرس د. بيشوب أنه حتى يتسنى للطفل من ذوي الإعاقة البصرية الفهم الكامل لمصطلحات ترد في أي كتاب، يتعين استخدام أشياء حقيقية أثناء قراءة القصة. مثلا، إذا كان الوالد يقرأ قصة مطبوعة بطريقة برايل لطفل كفيف أو ضعيف بصر، ستتحرك أصابع الطفل عبر سطور برايل بينما هو يستمع إلى القصة يرويها له أباه بعد أن انتهيا من تحديد الأشياء المذكورة في الكتاب ومعاينتها. وعبر تكرار قراءة كتابه المفضل، سيفهم الطفل أن النقاط التي تمثل الكلمات ذات معنى متصل بعالمهم.
فكرة رائعة أخرى لتعزيز منهجيات د. بيشوب هي تجهيز صندوق للقصص. تشكل صناديق القصص طريقة ممتعة ومسلية للطفل من ذوي الإعاقة البصرية لربط الأشياء الحقيقية بتلك التي ترد في القصص في حاوية واحدة. فمثلا، إذا كنت تقرأ كتابا عن الشاطئ، فضع في الصندوق شبشب البحر، ومنشفة، وبعض الأشياء الأخرى التي ترد في القصة. لا تصعب الأمور على نفسك وإلا ستجد نفسك نادرا ما تستخدم فكرة صناديق القصص. أخبرني العديد من الآباء والأمهات طوال السنوات الماضية أنهم استخدموا صناديق أحذية، وشباك، وصناديق، وصواني، وغيرها من الأفكار الابداعية لتجهيز صناديق القصص، حتى يصبح طفلهم قارئا متميزا متمكنا يفهم بحق المصطلحات التي ترد في القصص التي يقرأها.
استمر في إقران الأشياء الحقيقية بقصصك خلال وقت القراءة حتى يصبح للكلمات معنى!
3. إشراك الحواس كلها
طريقة أخرى لمساعدة طفلك الصغير الذي يعاني من مشاكل بصرية تمنعه من استيعاب القصة هي استخدام كل حواسه الأخرى، حتى يتم فهم المعنى. إذا كنت تقرأ “ليلى ذات الرداء الأحمر”، مثلا، فاسمح لطفلك بتحسس غطاء الرأس، وتذوق لفائف الخبز الساخنة، والحديث عن الجدة، الخ… قبل ان تبدأ بالفعل بقراءة الكتاب.
لقد صدق د. سوس في ما قاله، لأنه كلما قرأت أكثر، تتعلم أكثر، وبالنسبة لأطفالنا المتمكنين من القراءة بطريقة برايل، كلما قرأوا أكثر كلما حققوا انجازات أكثر!
هل ترغب في مشاهدة كيف يبدو شكل القارئ الصغير المتمكن من القراءة بطريقة برايل؟ شاهد الفيديو التالي!