مهارات الحركة والتنقل للأطفال
عرض كل المقالات بالعربية
ترجمة “مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين”
هل تعلم أنه ليس من السابق لأوانه البدء الآن بتعليم طفلك الرضيع مهارات الحركة والتنقل؟
حتى لو كان طفلك الكفيف يبلغ من العمر بضعة أشهر وبالتأكيد لا يتحرك لأي مكان بمفرده، فإن مهارات الحركة والتنقل ستظل عاملا أساسيا لتمكنه مستقبلا من الاعتماد على نفسه، كما أن الكثير من التعاليم الأساسية يمكن البدء بتعليمها في وقت مبكر من الطفولة.
قد تتساءل الآن …
إن التدريب على مهارات الحركة والتنقل في الواقع عبارة عن طريقة أخرى للقول بأن الأشخاص المكفوفين يحتاجون إلى تعليمهم كيفية الحركة بصورة مستقلة وبالاعتماد على أنفسهم. تساعد مهارات الحركة الأشخاص على معرفة أماكن تواجدهم، كما تساعدهم مهارات التنقل على الانتقال بين الأماكن.
إذا لم يتمكن طفلك من المشي بعد (ومن الطبيعي للغاية ان يتأخر الحبو والمشي لدى الأطفال المكفوفين وضعاف البصر)، فما زال بإمكانك مساعدة طفلك على معرفة البيئة المحيطة به وتعلم بعض الأمور عنها والتي تساعده على ادراك مكان تواجده. قد لا تكون مستعدا لتعليم طفلك كيفية المشي باستخدام العصا البيضاء، ولكن يمكنك تعليمه أسس المهارات الأساسية للحركة الآن وهو في هذه السن الصغيرة جدا.
الاتجاهات وادراك الجسد
اهم نقطة يمكنك البدء منها هي الاتجاهات وإدراك الجسد. وكلما سنحت لك الفرصة، نوه بالاتجاهات كأن تقول: اليسار، اليمين، أمام، خلف. اعتد على قول أشياء مثل: “إن كرتك موجودة بجانب ركبتك اليمنى”، بدلا من قولك: “إن كرتك بجانبك”. إن تعليم طفلك مهارات الحركة تعني أنه يتعين عليك أنت أيضا تعلم كيفية الحديث عن الحركة بصورة صحيحة.
إن جمع المعرفة اللازمة عن الذات وكيفية اتصال أجزاء الجسد ببعضها البعض مهارة أولية مهمة جدا للأطفال المكفوفين. العب مع طفلك ألعابا تسمي فيها أجزاء الجسد، غني أغنية “الرأس والأكتاف”، كما سمي أجزاء الجسد عندما يستحم طفلك. معظم مهارات الحركة تبدأ مع الطفل نفسه، ثم ينتقل بعدها للبيئة المحيطة به. وبعبارة أخرى، عندما ترشد طفلا كفيفا للتحرك عبر الغرفة، فإنك ستشير إلى موقعه هو أولا (تحرك إلى الأمام، التفت يسارا، الخ…) ثم أخبره عن أماكن الأشياء وعلاقتها بجسده (يقع الباب على يمينك). لا معنى لقولك شيئا مثل: “الباب هناك”. إن فهم الاتجاهات وأجزاء الجسد أمر مهم للغاية.
إذا كان طفلك يملك مقدرة بصرية قليلة، فاستغل مقدرته البصرية هذه عند الحديث عن الاتجاهات. أشر إلى أن النافذة المفتوحة على اليمين، أو تلاعب بضوء المصباح اليدوي ودع طفلك يصطاد بقعة الضوء أو حتى يشير إلى اتجاهها. إن تمكن طفلك من تحديد مكان النوافذ والأبواب، وإيجاد مصادر الضوء، أو رؤية الممرات المضيئة، ستساعده بشكل كبير عندما يبدأ الحركة بمفرده.
أصوات من البيئة المحيطة
بالإضافة إلى الضوء والاتجاهات، تلعب الأصوات دورا مهما للغاية في تعلم مهارات الحركة. علم طفلك الانصات إلى أصوات السيارات المارة في الشارع، وإلى صوت أزيز الثلاجة في المطبخ، أو أصوات التلفاز المتناهية من غرفة الجلوس في الطابق الارضي. الفت انتباه طفلك إلى أن الأصوات المتناهية من بعيد هادئة أو مكبوتة وخفيفة، وأختر أصواتا هامة في منزلك أو حيك السكني (قد يكون لكل غرفة في منزلك صوتا معينا، مثل دقات الساعة أو قطرات الماء في الحنفية).
ركز أكثر على الأصوات التي ستساعد طفلك على الحركة من حوله عندما يكبر، مثل إشارات السير في الشارع، أو أصوات أبواق السيارات. علمه أيضا الأصوات الخطيرة التي يتعين عليه تفاديها، مثل نباح الكلب الشديد، أو هدير الشاحنة.
ألعاب يمكنك لعبها مع طفلك الآن
طبعا لا يزال طفلك مجرد طفل صغير، وعلى الأغلب يتجاوب مع الألعاب، فلماذا لا تلعب معه ألعاب الحركة؟ إليك مجموعة من الألعاب التي نحب لعبها مع طفلنا إيفان:
- لعبة الانصات: أحد الألعاب المفضلة لدى إيفان هي رمي مكعبات اللعب والاستماع إلى صوت سقوطها. نضع إيفان في غرفة الجلوس وأمامه صندوق مليء بالمكعبات ونحدد له العديد من الأهداف من حوله (ورق تغليف البسكويت، طبل، سجادة، بلاط الأرضية من خلفه، الخ…). يرمي إيفان المكعبات في مختلف الاتجاهات وينتظر سماع صوت اصطدامها بالأشياء. هذا يساعده على تعلم الانصات وتحديد الأشياء في مواقعها المختلفة من حوله.
- اللعب بالعصا: فكر في إمكانية الحصول على عصا بيضاء لطفلك الآن، حتى وإن لم يبلغ سن المشي بعد. نحن نظن أنها فكرة رائعة لتعريف طفلك بالشيء الذي سيكون أداة مهمة للغاية لتحقيق استقلاليته واعتماده على نفسه عندما يكبر. يمكنك البدء بتعليمه من الآن أن العصا البيضاء يمكن أن تُصدر أصواتا مختلفة وأن تنقل إليك أحاسيس مختلفة عند ملامستها للأشياء. أجلس طفلك في حضنك وامسك العصا معه، وأنت تضرب السجادة بها، أو البلاط، أو الخشب، أو البلاستيك، وأية أسطح أخرى، وصف له الأصوات المختلفة والشعور الذي تنقله له العصا عند ملامستها للأشياء المختلفة.
- لعبة لمس الأشياء: إن تلمس الأشياء والأسطح المختلفة بيديك أمر مفيد للغاية لفهم ما حولك. خذ طفلك للمشي في الشارع واطلب منه لمس كل شيء، وأنت تصفه له. قد يتجاوب بعض الأطفال المكفوفين بصورة سلبية مع أشياء معينة، كالأشياء اللزجة مثلا. إذا واجهتك هذه المشكلة، صمم “الصندوق اللزج” واملأه بكل الأشياء اللزجة التي يكره طفلك أن يلمسها. جرب أن تلعب معه بهذا الصندوق عدة مرات اسبوعيا بهدف تخفيف كرهه لها. كما أن الشعور والإحساس لا يقتصر على اليدين! تأكد من أن تضع قدميه في الصندوق أيضا!
- لعبة التأشير: لعبة أخرة مسلية من ألعاب الحركة وهي الإشارة إلى الأشياء التي تمر بنا، كالسيارات في الشارع خارج المنزل. يمكنك أنت إغلاق عينيك ومشاركة طفلك المتعة!
استمتع مع طفلك وأنت تعلمه كيفية الانتباه للبيئة من حوله. يمكن لهذه الألعاب البسيطة أن تحفز طفلك على الحركة باستقلالية عندما يكبر، كما أنها ستسهل عليه مستقبلا تعلم مهارات الحركة والتنقل وجعلها تبدو سهلة وتلقائية.